تناولت بدر في اللقاء الذي حضره عدد كبير من صناع الأفلام والفنانين البصريين خطوات كتابة مشروعات الأفلام، وطرق الإعداد الجيد لخطة التنفيذ، وتحدثت عن ضرورة التأكد من أن كل مراحل الفيلم مخطط لها بدقة، وأن قصة الفيلم نابعة من اهتمام شخصي عميق لصاحب الفيلم، وقالت “تدور الأفلام حول حكايات وتيمات مكررة منذ قديم الأزل، لكن ما يخلق التفرد والخصوصية لكل فيلم هو أن يمس صانعه بشكل ذاتي، وأن يكون له تصوره الخاص والمختلف لسرد الفيلم” مشيرة إلى أن مدى صدق واقتناع صانع الفيلم يظهر في طريقة صياغته لمشروعه.
وأضافت بدر أن ثقافة المخرج والكاتب ودرايتهم بعالم الفيلم وشخصياته ودوافعها، ودراستهم لكل تفاصيل رحلة الأبطال هي ما تجعل أفكارهم واضحة للمتلقين، ومن بينهم لجان الاختيار والتحكيم في منصات الدعم. إلا أنها أشارت إلى أن عدم التوفيق في الحصول على الدعم لا يعني بالضرورة أن المشروع غير جيد، وإنما هناك عوامل كثيرة تتحكم في قرارات لجان الاختيار والتحكيم، ومن بينها وجود عدد كبير من المشاريع، أو حاجة المشروع نفسه لمزيد من التطوير “التعلم من التجارب مهم جدًا، وعلينا كصناع أفلام أن نكون منفتحين على تطوير أفكارنا والعمل بجدية على الإستفادة من أصحاب الخبرة في كل مجال من مجالات صناعة الأفلام وتكوين فريق عمل مقتنع بالمشروع، فالسينما عمل جماعي وليس فردي، إنه يشبه رقصة جماعية يشارك فيها فريق العمل بشكل متناغم وكل فرد فيها لها دوره”.
وأشارت بدر إلى ضرورة عدم الاستعجال في إرسال مشروعات الأفلام لصناديق ومنصات الدعم قبل أن تكون مكتملة تماماً وعلى قدر كبير من الوضوح لأن الفيصل الأساسي في اتخاذ قرار بشأن مشروع ضمن مئات المشروعات التي يتم تقديمها هو وضوح كل الجوانب الفكرية والجمالية للفيلم، وأن التمكن من حكي قصة الفيلم في عدد محدود من الكلمات تتضمن قصة الأبطال، وعالمهم، والصراعات التي يواجهونها، والنوع الذي ينتمي إليه الفيلم، وعلاقة القصة بصانع الفيلم، يعطي القارئ انبطاعًا وافيًا عن المشروع.
وقالت بدر إن دور الفن تغيير العالم، وتغيير الأشخاص وهو بالتالي يتطلب الأمل، والإصرار، والعمل بجدية، والإنفتاح على مصادر الثقافة والفنون المختلفة، ودراسة الواقع بشكل جيد، واقتراب الفنان من ذاته والبحث في داخله عن دوافعه الحقيقية وراء العمل الفني، والتعلم المستمر. وقالت “لم أتردد في اتخاذ قرار دراسة السيناريو في نيويورك فيلم أكاديمي قبل عشر سنوات، بعد شوط طويل جدًا من الخبرة بداية من دراسة السينما في ألمانيا، مرورًا بكتابة القصص وإخراج الأفلام ، والعمل في الإنتاج مع أكبر وأهم المؤسسات التلفزيونية والسينمائية في العالم العربي ومن بينها أي أر تي، وروتانا، والتعاون مع أهم المخرجين في مصر والعالم العربي سواء من صناع الأفلام المخضرمين أو الشباب الذين صارت لهم مكانة مميزة في المشهد السينمائي، وليس انتهاء بالإشراف على مشروعات الأفلام والمشاركة ضمن لجان الاختيار والتحكيم في كثير من المهرجانات ومنصات دعم الأفلام العربية. لكن كل ذلك لا يمنعني أبدًا من الاستزادة من العلم واكتساب المزيد من المهارات وتطوير الخبرات بشكل دائم”.
من جهتها قالت المخرجة ناهد نصر مؤسسة “كايرو فيلم فاكتوري” إن اختيار موضوع اللقاء جاء بناء على حاجة ملحة لكثير من صناع الأفلام، وقالت “في ظل محدودية الموارد الإنتاجية، وغياب الصناديق دعم الإنتاج المحلية، فإن المنصات والصناديق الإقليمية، وأحيانًا الدولية لدعم الأفلام تكاد تكون الفرص الإنتاجية المتاحة، وبالتالي فإن الإعداد الجيد لمشروعات الأفلام يصبح ضرورة” مشيرة إلى أن أحد أهداف كايرو فيلم فاكتوري هو مشاركة الحلول والخبرات العملية القابلة للتنفيذ بين صناع الأفلام في مختلف مراحل صناعة الفيلم، وأن سلسلة اللقاءات الشهرية التي تجمع بين صناع الأفلام المحترفين والجدد هي جزء من أنشطة كايرو فيلم فاكتوري لتحقيق هذا الهدف.
وأكدت أن دعوة المنتجة والمخرجة ليالي بدر جاءت بناء على خبرتها الواسعة كصانعة أفلام، ومنتجة، وعضوة في لجان الاختيار والتحكيم في الكثير من المهرجانات وصناديق ومنصات دعم الأفلام، بالإضافة إلى عملها مع كبار المخرجين والمؤسسات السينمائية والتلفزيونية في مصر والعالم العربي كمنتجة وكمستشارة.
يذكر أن ليالي بدر كاتبة سيناريو، ومنتجة ومخرجة فلسطينية، درست صناعة الأفلام في ألمانيا، وكتابة السيناريو في أكاديمية نيويورك للأفلام. وعملت بدر كمستشارة لمشروعات الأفلام، ومشرفة على الكتابة، وعضوة في لجان اختيار وتحكيم منصات دعم الأفلام في الكثير من المهرجانات، ومنها مهرجان الجونة السينمائي، ومهرجان عمان السينمائي الدولي (أوّل فيلم) ومهرجان مالمو للسينما العربية، ومعمل مهرجان البحر الأحمر لتطوير الأفلام، وصندوق الأردن لدعم الأفلام، وغيرها. كما عملت ليالي بدر أيضًا كمدير للقسم الإبداعي والمبيعات لأكبر الشبكات في الشرق الأوسط، روتانا والـ (ايه آر تي).
تتضمّن محطات المسيرة المهنية لليالي بدر في مجال السيناريو والدراماتورج المسلسل التلفزيوني السعودي الزهرانية”، من إنتاج فادي إسماعيل؛ “صالون هدى” فيلم روائي طويل للمخرج الفلسطيني، الهولندي المرشح السابق لأوسكار هاني أبو أسعد؛ فيلم “أميرة” للمخرج المصري محمد دياب وغيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *