أرتور ليشر يعيش ويعمل في البرازيل حيث يبرز في المشهد الفني المعاصر بأعماله ثلاثية الأبعاد التي تتجاوز طابعها النحتي، وتتخطى حدود التركيبات الفنية (الانستليشن) والتجهيزات المهجنة، لتصحيح فهم هذه الفئات والمساحات التي يتم عرضها فيها. تعتمد العناصر الأساسية لخطابه كفنان على الحوار الخاص والمتواصل والدقيق مع كل من الهندسة المعمارية والتصميم، وعلى اختياره للمواد التي تشمل كل شيء من المعادن والحجارة والخشب إلى اللباد والأملاح والنحاس الأصفر والأحمر. يرتبط عمل ليشر ارتباطًا وثيقًا بالعمليات الصناعية ويحقق مستويات عالية من الصقل والدقة، لكن إنتاجه لا يعتبر الشكل هو الهدف الوحيد، بل يتجاوز ذلك. يؤكد ليشر هنا على عدم القابلية للقياس بوضعه الهياكل الهندسية الصلبة جنبًا إلى جنب مع المواد التي تتميز بعدم الثبات أو بالتغيير، مثل الماء وزيت الزيتون والملح. وقد علق الناقد وأمين المعرض أجنالدو فارياس على أعمال ليشر، بإنها تنقل “القلق” و”تعارض المظهر الدقيق والنظيف، وتنقل شعورًا بالسكينة، كما لو كنا نحن المتفرجين، على وشك مشاهدة انفجار شيء ما، (…) قد يتحول إلى عنف، إلى اصطدام المواد، إلى تشوه الجسم، إلى آثار فعل قد انتهى مسبقا. هذا التناقض يفتح المجال أمام الأسطورة والخيال، وهما عنصران أساسيان في عملية البناء.

By Waad

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *